18‏/04‏/2009

انطلقنا!

وبدأت رحلتنا!
نحن الآن نمشي في وسط ابريل شهر رقم 4 ميلاداً, وعليَّ أن ابدأ بين طيف شهري سبعة وثمانية وحتى تسعة.. وبينهما على أن أنطلق مثل أم إسماعيل!

ما الذي أتحدث عنه؟! إنها الجامعات والكليات!
لقد قررت منذ وقت بعيد تقريبا أن تبدأ نقطتي أو مسيرتي التعليمية –المطولة ان شاء الله!- في بلاد الهند, ليس إلا لأنني اخترت الحاسوب منهجاً وتخصص, بالضبط الهندسة منها.

عهدي بالحاسوب ليس ببعيد, ربما كان أول حاسوب قمت باستخدامه كان مع بداية الألفية وربما قبل ذلك أو بعده, كان أول حاسوب قمت بمسكه كما أذكر هو حاسوب صاحبي العزيز المخضرم "محمد يعقوب". أتذكر جيداً تلك الأيام الممتعة على قلبي حين كنا ندخل خفية إلى غرفة أبيه الحاسوبية! ونحملق في النظر إلى تلك الآلات الغريبة العجيبة, كانت الشاشات ضخمة وثقيلة ولا تتكرم عليك إلا بلونين الأبيض والأسود وما بينهما من تدرجات الرمادي, وبعضها يحتاج إلى "صفعة" ليتذكر الـ 256 لون!

الحواسيب كانت لا تظهر إلا بأشكال غريبة سميكة متوشحة للون الأبيض أو الأبيض المصفر "بيج", لا زلت أتذكر أول تعاملي مع برنامج "الوورد Microsoft Word" وشغفي الكبير بإمكانياته "الخورافية" عليّ, وكتابة اسمي الكامل بنمط الرسوميات "WordArt" أو بالضبط الشكل الذي يعطيك طابع التدرج اللوني بشكل متعرج, كانت هذه إنجاز ونقطة وهج كبيرة عليّ! لا تزال الخاصية موجودة الآن ونحن بعام 2009!. تنامى فينا بعد ذلك حب الاستكشاف وكنا كل يوم نجد ميزة ما, وصلنا بعدها لمرحلة نريد فيها أن نبلغ الكل ومن حولنا بكل ما اكتشفناه.. نريد أن يسمع غيرنا صوتنا ونسهل له الطريق, فخطرت على أنفسنا فكرة الشرح المصور المتحرك "فيديو", وفعلاً قمنا بابتداء إنشاء شروحاتنا على برنامج الوورد وبطريقتنا الخاصة المرحة! اعتمدنا على برنامج بسيط صغير يفي بالغرض جلبناه من أقراص "القعقاع"! آه من منّا من لا يتذكرها ويتذكر متعتها في إيصال بعض حوايا الانترنت لنا!. قمنا بإنشاء أكثر من درس لازلت أحتفظ بها في أقراصي الصلبة الآن, وأرى تلك الذكريات البريئة, مع أنها لم تتعدى حواسيبنا ولم تنشر! كانت الأحجام كبيرة ووسائل النقل والتخزين بسيطة ومكلفة. توقفنا وابتدئنا في مشاريع لعلي أجد الفرصة للتحدث عنها لاحقا!

وماذا عن ما قبل الحاسوب؟, كانت الأجهزة الإلكترونية هي ضالتي وبغيتي!
استمتع برؤية تفاصيل الأجهزة, وسعيي المندفع لا يدع جهاز بيدي إلا فككته ولو لمجرد النظرة ثم أعيده كما كان –ان استطعت تذكر تفاصيل الفك!- كنت أتعجب من تلك الدوائر الكهربائية والأجزاء المتحركة واللوحات الالكترونية الخضراء وأقول لنفسي أي بشر صنع هذا! لا زالت أيامي حين كنت بالابتدائية مارت على مخيلتي حينما أوفر شيء من مصروفي إلى نهاية الأسبوع لأشتري بعض الألعاب الالكترونية خصوصاً كألعاب السيارات الصغيرة والتي تعتمد على بطاريتين من نوع AAA Cat!. كنت أنزعج جداً من كون السيارات تعتمد في تحركها على طول السلك الموصل بينها وبين أداة التحكم الخاصة بها, كنت أود لو كان السلك طويل كفاية لتحركها بحرية! كنت في الحقيقة لا ألعب بها كثيراً, بل كنت أتلذذ بتفكيكها وتشريحها قطعة قطعة, كنت أريد أن اصل لأسهل نقطة لأتمكن من صنع واحده بنفسي بالكامل, للأسف تتعرضني دائماً قطع اعجز عن فهمها ويصعب فعل مماثل أمام ما يتوافر لدي, فانتقلت بعدها إلى رحلة التجميع.. اشتري كل أسبوع سيارة تختلف عن سابقتها بما بها من إطارات وأضواء وبعض القطع الجميلة فيها, كانت عدتي لا تتعدى مفك متوسط موجب وعدة سكاكين أخذتها من مطبخ أمي قمت بصنفرة رؤوسها لتصبح مفكات من نوع سالب وبعدة مقاييس بسبب صغر براغي الألعاب إضافة إلى بعض اللواصق هذا كل شيء! فقمت بتجميع قطع لا بأس بها من المحركات الصغيرة والأضواء الملونة وقطع للتحكم بقطع الدائرة الكهربائية أو التغيير من شدته وبعض الأسلاك وغيرها مما تسميه والدتي بـ"القمائم" أي "الزبالة" أو الخردة!

أتذكر أول تجميعة لي تقريباً في التعديل بأحد الساعات الموجودة بمجلسنا القديم وقد أضفت لها إضاءة ملونة تومض بشكل متكرر مع تحكم لإطفائها! كانت الفكرة سخيفة لكنها كبيرة بنظري وقد وافقت والدتي بتعليقها وكنت في كل مرة أكرر الزيارة للمجلس لأرى ما جمعته يومض! قمت بإضافة بعض التعديلات فأضفت نغمة موسيقية هادئة لكن واجهت بعض المشاكل وبشكل عام كانت في صعوبة ربط الأسلاك فقد كنت أعتمد على اللواصق "شطرطون" وكانت غير فعالة غالباً خصوصاً مع ربط الأسلاك الصغيرة والنحيلة... "يتبع في الموضوع التالي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق