19‏/10‏/2008

إلى بلاد اليمن السعيد (3)

في التدوينة السابقة, تكلمت بداية ً عن مرحلة من مراحل الرحلة ثم دخلت في تفاصيلها وبدأت بظاهرة "البقشيش".. الآن سنتكلم أثناء تحركنا من على الباص تمهيداً لدخولنا للبلد ومروراً بالعديد من المحطات أثناء الطريق.

حقيقة لا توجد لدي تفاصيل كثير حول هذه الجزئية, فالسفر كان مرهق فعلاً.. حوالي أكثر من 20 ساعة, وأنا والنوم في تصارع دائم. بعد أن أفقت من نومي أو من غفوتي بمعنى أصح إذ بي أجد أن رجلاً من أهل البلد يتبع لمنطقة ما - نسيت اسمها كالعادة - رافقنا في طريقنا كـ بائع متنقل.. مالذي يبيعه ؟! بالطبع نعم, إنه "القات" ! إضافة لبعض شرائح الإتصالات التابع للبلد - أغلبها MTN - وكروت للشحن. الكثير قام بشراء شريحة اتصال وقام صديقي أيضا بشراء شريحة لنا.. "بالمناسبة لا أنصحكم بهذه الشركة :)" ثم دخلنا في منطقة الحديدة وكانت تشع خضاراً بين جنبات الطريق القاطع لها, فالمزارع كثيرة هناك والجو عليل, توقفنا بعد ذلك أثناء تعدينا لها وكان الوقت آنذاك صباحاً لذا توقف بنا الباص في أحد البوفيات المتواجدة على الطريق للإفطار.. خرجت أنا وصديقي وماشاء الله كان الإستقبال وفيراً لنا من الجالية الإفريقية أو هكذا أسميها لطلب العون والمساعدة بالمال ! آه نعم لا أنسى أثناء مسيرتنا على أرض السعودية وبالأخص منطقة جيزان أو ماحولها عندما توقفنا في أحد المحطات هناك وجدنا نفس الحالة.. المهم خرجنا إلى البوفية وللأسف لايوجد لدينا صرف يمني والبوفية لم تقبل بالصرف السعودي وأحالتنا لأحد الصرافيين, أتمنى لكل من يريد السفر أن يأخذ هذه النقطة بالحسبان ويجلب معه بعض الصرف اليمني لأن المواقف التي مثل هذه ستمر عليه كثيراً.. قمنا بصرف 10 ريالات سعودية مقابل 500 ريال يمني, وكفتنا والحمد لله..

أكملنا المسيرة للدخول إلى العاصمة صنعاء, مررنا بطرق جبيلة طويلة تشبه لحد كبير طريق الطائف الهدا.. لكن الفرق أنه يوجد هناك من المناظر مالا ينتهي إليه بصرك من الخضرة والمياء والسيول البسيطة والأمطار والجبال ومن النخيل والمزارع سبحان الله الشيء الكثير.. ترى هناك من يعيش حياة الريفية منعزل عن أهل الحضر والمدينة أو قل "الإزعاج" ! ليعيش حياة بدائية بسيطة بين مواشيه.

الطريق كان طويل, أو قل أن تعرجاته وبطئ المسيرة فيه زادته بطئاً.. المهم أننا وصلنا أخيراً إلى مدينة صنعاء ودخلنا بها مستقبل لنا جوّها البهي العليل, أوقف بنا الباص في منطقته الخاصة بالفرع المتواجد في صنعاء بـ " حدة " وهي منقطة تعج بشركات السفر والسياحة - اقصد منطقة توقف الباص وإلا فإن "حدة" لها كلام آخر في تدوينة قادمة -.. ونزل الجميع كلٍ إلى بغيته, أما أنا وصاحبي فنزلنا باحثين عن من يوصلنا فوجدنا سائق أجرة بقرب المكان وطلبنا منه إقالتنا إلى " شارع تعز " كما نصحنا البعض به من ركاب الباص.. للأسف يتكرر الخطأ مجدداً في عدم توافر صرف يمني معنا, ومع أن المسافة تبينت لاحقاً من أنها بسيطة إلا أن السائق أخذ مبلغاً مرتفع نسبياً لسببين:
1- عدم توافر الصرف اليمني والجزم معه.
2- خطأ الركوب من هذه المنقطة المعروفة برفع أسعار أجرة سائقيها مثل منقطة النقل العام التي لدينا بالرياض.

عموماً لا أنصح أحد بالركوب مع سائقي الأجرة إلا في حالات معينة, فأحد مزايا هذا البلد توافر مايسمى بالنقل الجماعي أو بشكل أكثر توضيحاً مثل أصحاب باصات " عليا دله وأم الحمام " الموجودة بالبطحاء بالرياض. لكن الميزة هنا أنه لمناطق عديدة ومختلفة في أرجاء صنعاء وليست محدودة.. ولا يأخذوا منك في الغالب إلا عشرون ريال يمني, أي أقل من نصف ريال سعودي !! برغم طول المسافة.
الحالات المعينة التي أقصدها هي مثلاً الأحياء قليلة الشهرة ولاتعج بالمزيد من السكان أو منقطة بعيدة جداً وتتجاوز العديد من المناطق هنا قد تحتاج للركوب مع أحدهم لكن للعلم أن هناك نوعين من أنواع سائقي الأجرة, النوع الأول يسمى بأجرة خاصة أوبمعنى آخر أجرة شركة.. يقصد من أنها تتبع لشركة تأجير رسمية تتميز بحداثة سياراتها وبلون أصفر كامل والتعامل مع الزبائن عن طريق " العداد ", أي أنه لايوجد مايسمى بالإتفاق المسبق فالعداد سيكون بيني وبينك في دفع المبلغ.. حقيقة لم نجرب بالركوب مع أحدها لما قيل من أنها أغلى كلفة خصوصاً مع تشعبات طرق صنعاء. النوع الآخر هو أجرة عامة لاتتبع لأحد سوى سائقها الخاص ولونها يكون أبيض بأطراف جانبية صفراء, وتقريباً لا يختلف الحال كما هي عليه هنا تقوم بالإتفاق معه على المشوار وتتميز بالرخص فأطول مكان ذهبنا إليه كانت التكلفة 500 ريال يمني أي 10 ريال سعودي, وأنا أجزم أنه بنفس المدة التي قضيناها حتى الوصول قد تصل هنا الكلفة لأكثر من 20 ريال !

النقطة التي أحببت تذكيرها لكم من جانب سائقي الأجرة العامة:
- إحرص على الإتفاق المسبق معه بشكل فعلي ! كيف بشكل فعلي ؟! يعني لا تقبل إن قال لك بأي مبلغ معك, لابد أن يحدد لك حتى لا تنصدم بعد ذلك !
- أطول المشاوير لاتتجاوز 400-500 ريال يمني.. لذلك إحرص على المكاسرة !
- لا تعتمد كثيراً عليهم فالبديل كما ذكرت أعلاه موجود وبسعر مغري وتوفيري, اسأل قبل رحيلك عن توافر باصات للنقل إلى المنطقة الفلانية قبل ذهابك إلى سائق الأجرة.

نكمل لاحقاً إن شاء الله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق